قامت الولايات المتحدة بحربها لاسقاط نظام صدام حسين بدعوة ودعم من الاحزاب الحاكمة في العراق وكانت دليل لها وفي اغلب الاحيان قدمت الافكار السيئة للسياسيين الأمريكيين والعسكريين منهم على حد سواء وذلك لاهداف خاصة شخصية٬ مذهبية وقومية مما اوقعت العراق في وضع يدفع العراقيون الكثير ألان ثمنه . وقد ظهرت بان حرب اسقاط النظام الصدامي لم تاتي ٬ كما يشيع البعض لمصلحة الولايات المتحدة التي قدمت اكثر من أربعة الاف جندي وبلايين الدولارات ثمنا لذلك من اجل بناء عراق جديد . وقد اشيع بان ما قامت به الولايات المتحدة من اجل النفط العراقي وحتى هذا لم تفز شركة امريكية واحدة في العراق في صفقات النفط العراقية . ان المستفيد الاساسي من سقوط نظام صدام حسين هو النظام الايراني وبعقلية قومية فارسية من اجل السيطرة على العراق والغائه كاملا وتحويله الى ولاية فارسية . ففي تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس» من بغداد جاء فيه : انحسر النفوذ الأميركي بدرجة بالغة في العراق على مدار الشهور الأخيرة، لدرجة أن قادة سياسيين عراقيين يقولون إنهم لم يعودوا يتبعون نصائح واشنطن بشأن تشكيل الحكومة. وبدلا من أميركا، يحول العراقيون أنظارهم نحو الدول المجاورة، خاصة إيران، لطلب المشورة والتوجيه، مما يلقي بالشكوك حول مستقبل الدور الأميركي في العراق. ويقول سامي العسكري، وهو حليف مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي «لم يعد يستجيب السياسيون العراقيون للولايات المتحدة مثلما كان الحال من قبل. ولم نعد نوليها اهتماما كبيرا». «نعم، لدى الأميركيين وجهة نظر خاصة بهم حيال كيفية تشكيل حكومة عراقية، لكن هذا لا ينطبق على القوى السياسية الفاعلة على الأرض، وليس أمرا فاعلا».
من جهته، قال أسامة النجيفي، القيادي في القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي «هناك نفوذ أميركي في العملية السياسية وجهود تشكيل حكومة، لكنه أقل مما كان عليه سابقا. مع بدء الانسحاب العسكري الأميركي، يستغل الإيرانيون الفراغ الناشئ ويبدون استعدادهم لشغله».
بدوره، يؤكد محمود عثمان، «يضطلع السفير الإيراني بدور أكبر في العراق من (نائب الرئيس الأميركي جو) بايدن». وأضاف أن الأميركيين «سيتركون العراق بمشكلاته، ولذا انحسر نفوذهم». وأشار عثمان إلى أن التأزم طويل الأمد، رغم الضغوط الأميركية الشديدة لتشكيل حكومة تضم جميع العناصر السياسية العراقية الكبرى، يكشف أن بغداد لم تعد تأبه حقا بما ترغبه واشنطن.
ودأب بايدن، المسؤول الأول في الإدارة الأميركية عن الشأن العراقي، على التواصل مع القيادات العراقية، عبر الهاتف ومن خلال ست زيارات قام بها للعراق خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، يقدر العراقيون، بصورة عامة، النفوذ الأميركي بناء على الوجود العسكري، الذي تراجع بمقدار ثلاثة أضعاف عما كان عليه خلال ذروة الحرب ليصل إلى 50.000 جندي في آب. وعليه، تتجاهل بغداد الآن حث واشنطن لها على المضي قدما ببطء نحو تشكيل حكومة جديدة، بدلا من الاندفاع نحو تشكيل حكومة ربما تخدم في النهاية المصالح الإيرانية.
يذكر أن أكثر من سبعة شهور مرت منذ عقد الانتخابات البرلمانية في 7 آذار، التي فشلت في الخروج بفائزين واضحين، ويقول سياسيون عراقيون إنهم سيختارون القادة الجدد بناء على الجدول الزمني الخاص بهم. بيد أنه على ما يبدو، فإن عهد ممارسة واشنطن سلطة واضحة داخل العراق ولى منذ أمد بعيد، الأمر الذي يرجع في معظمه إلى عزم الرئيس باراك أوباما على تقليص الوجود العسكري الأميركي بعد أكثر من سبع سنوات من الغزو الذي أطاح بصدام حسين ونظامه الذي قاده السنة.
وقد دفع ذلك بالساسة العراقيين نحو الذهابالى اسيادهم في الشرق الأوسط سعيا للحصول على الدعم لتشكيل حكومة جديدة تكون عميلة لهم . إلا أن التحالف الجديد بين العراق وإيران هو ما يثير قلق الولايات المتحدة وخصوصا بعدما اتفق مقتدة اللوطي والمالكي بأمر من ايران بشكيل الحكومة الجديدة حيث كان للسفير ايراني دور مهم وفعال في هذا الامر . في هذا الصدد، أعلن بي جي كراولي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أمام حشد من المراسلين في واشنطن الأسبوع الماضي، أن «قلقنا حيال إيران وتدخلها في الشؤون العراقية قائم منذ أمد بعيد، لكننا ننتظر من الحكومة العراقية العمل على صالح مواطنيها وليس لصالح دولة أخرى».